أبريل 28, 2024

أبرز ما نشرته مراكز الأبحاث العالمية في النصف الثاني من شهر نيسان/أبريل 2022

العناوين

  • داعش يتعافى في سوريا لكن الحاجة ماسة إلى الاستقرار
  • الدروس التي تعلمها الجيش الروسي في سوريا
  • التحالف الاستراتيجي الأمريكي السعودي
  • تركيا وروسيا مستعدون للمواجهة
  • تاريخ طويل من التدخل الأمريكي في سوريا يعود إلى حقبة الأربعينيات

داعش يتعافى في سوريا لكن الحاجة ماسة إلى الاستقرار

18 نيسان/أبريل 2022 mei.edu Charles Lister

عندما لقي تنظيم داعش الإقليمي الهزيمة في سوريا قبل أكثر من ثلاث سنوات، احتفل العالم بإنجاز تاريخي. فعلى مدار خمس سنوات، حشد تحالف ضم أكثر من 80 دولة موارده المشتركة لدحر «داعش» في سوريا والعراق، والتصدي للجماعة الإرهابية على الإنترنت، ودحر شبكاتها المالية والشركات التابعة لها المكتشفة حديثاً في جميع أنحاء العالم.

وفي غضون أشهر من سقوط آخر جيب لـ«داعش» فعندما لقي تنظيم «داعش» الإقليمي الهزيمة في سوريا قبل أكثر من ثلاث سنوات، احتفل العالم بإنجاز تاريخي. فعلى مدار خمس سنوات، حشد تحالف ضم أكثر من 80 دولة موارده المشتركة لدحر «داعش» في سوريا والعراق، والتصدي للجماعة الإرهابية على الإنترنت، ودحر شبكاتها المالية والشركات التابعة لها المكتشفة حديثاً في جميع أنحاء العالم.

وفي غضون أشهر من سقوط آخر جيب لـ«داعش» في مارس (آذار) 2019، قتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي على يد القوات الأميركية الخاصة في أكتوبر (تشرين الأول)، ومؤخراً، قتل خليفته «أبو إبراهيم القرشي» في فبراير (شباط) 2022.

وعلى الرغم من بعض المخاوف السياسية المحلية، لا تزال القوات الأميركية منتشرة في سوريا إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية». وأوضحت الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى المنطقة القائد المعين حديثاً للقيادة المركزية الأميركية، الجنرال كوريلا، هذا الالتزام المستمر. لذلك، يبدو على السطح أن الجهد متعدد الجنسيات لهزيمة «داعش» لا يعرف سوى النجاحات التي تحققت في سوريا، وكذلك في العراق، حيث أظهرت قوات الأمن قدرة أعلى بكثير في مواجهة التنظيم مما كانت عليه قبل عام 2014.

ورغم ذلك، فإن الواقع يبدو أكثر تعقيداً ومثيراً للقلق. فقبل ثلاثة أشهر، شنَّ ما لا يقل عن 100 مسلح من «داعش» أكبر هجوم للتنظيم منذ سنوات، على سجن «السينا» في الحسكة. وأدت العملية التي نسقها القيادي البارز في تنظيم «داعش» أبو مقداد العراقي، إلى مقتل ما لا يقل عن 140 من أفراد «قوات سوريا الديمقراطية»، وحررت العشرات، إن لم يكن المئات، من أعضاء التنظيم، بمن فيهم القادة المسجونون منذ فترة طويلة من ذوي الخبرة، مثل أبو دجانة العراقي وأبو حمزة الشرقي.

وأفادت مصادر محلية بأن الفارين من تنظيم «داعش» تم نقلهم جنوباً في عملية إخلاء مخطط لها مسبقاً باتجاه المنطقة الصحراوية شمال الباغوز وشرق البصيرة، على امتداد الحدود العراقية. وقد أصبحت هذه المنطقة، بحكم الواقع، معقلاً لـ«داعش»، على مدى الاثني عشر شهراً الماضية، حيث يفرض التنظيم نظاماً لفرض الضرائب على المدنيين المحليين والشركات الصغيرة، ويستقبل الفارين الذين أعلنوا التوبة وانشقوا عن «قوات سوريا الديمقراطية» المحليين. وعلى نطاق أوسع في جميع أنحاء صحراء البادية المركزية في سوريا، يدير «داعش» شبكة من الملاجئ والمخيمات ومعسكرات التدريب الصحراوية الصغيرة.

ومن خلال هذه المواقع الصغيرة والمتنقلة، شنَّ «داعش» حملة اعتيادية استهدفت «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات النظام السوري. وفي الأشهر التي أعقبت الهجوم على سجن «السينا»، أصبحت هجمات «داعش» أكثر جرأة، وفي بعض الحالات أكثر تعقيداً. وقد نجحت سلسلة من الهجمات المنسقة والمتزامنة في ريف حمص وجنوب الرقة في مارس (آذار) في الاستيلاء مؤقتاً على عدد من المواقع العسكرية الموالية للنظام و الأراضي المأهولة بالسكان.وتشير زيادة المخاطر إلى أنه من المرجح أن يحتفظ «داعش» بموارد أكثر من ذي قبل. وتشير حقيقة أن التنظيم يحتفظ بهذه السيطرة المفتوحة في مناطق شرق الفرات إلى أنه لا يبالي بأي تحدٍ محلي لنفوذه. ويبدو أيضاً أن تنظيم «داعش» يتبرأ عن عمد من مسؤوليته عن غالبية عملياته في سوريا، في استراتيجية لا يمكن إلا أن تهدف إلى غرس شعور زائف بالثقة داخل المجتمع الدولي. وفي الواقع، كان مسلحو «داعش» وراء أكثر من خمسين اعتداء وقع في صحراء البادية منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، لكنهم لم يعلنوا مسؤوليتهم عن أي منها، ناهيك بأنشطة «داعش» والضعف المستمر لشبكة مراكز الاحتجاز المؤقتة التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي يُحتجز فيها الآلاف من سجناء «داعش» المتمرسين في القتال.

وينبغي على المجتمع الدولي أيضاً أن يشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع في معسكرات مثل «الهول». ولا يزال ما لا يقل عن 60 ألف امرأة وطفل قابعين داخل معسكرات الاعتقال، حيث الظروف المعيشية مروعة، ويستمر انعدام الأمن في الارتفاع. وحتى تكون الحكومات المضيفة على استعداد لإعادتهم إلى أوطانهم، ستظل مخيمات «الهول» بمثابة خزانات تجنيد قيّمة لـ«داعش»، ومنبتاً لأزمات إنسانية تلحق الضرر بالعالم.

وفي ظل استمرار تدهور الاقتصاد وانخفاض قيمة العملة السورية، وبعدما باتت أزمة الغذاء وشيكة، وبما أن جزءاً كبيراً من شمال شرقي سوريا لا يزال متضرراً من الأعمال العدائية مع «داعش»، سيستمر التنظيم في استغلال المعاناة الاقتصادية وحالة اليأس.

وفي نهاية المطاف، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها داخل التحالف العالمي الاعتراف بالأهمية الحيوية للأدوات الاستراتيجية غير العسكرية طويلة المدى في الحرب ضد «داعش». ويحتاج التحالف المناهض للتنظيم الإرهابي إلى زيادة المساعدة في تحقيق الاستقرار وإعادة البناء في جميع أنحاء مناطق «داعش» السابقة، والعمل على خلق سلام واعد ومستدام كبديل لحالة الصراع المتجدد وعدم الاستقرار.لكن، للأسف، لم ينجز سوى قليل جداً من ذلك منذ عام 2019.

ومع كون الحرب في أوكرانيا تستقطب الانتباه الدولي في الوقت الحالي، من المرجح أن يواصل «داعش» استراتيجيته البطيئة والمنهجية للتعافي، مدركاً جيداً أن الظروف التي يمكن أن تغذي هذا التعافي من المرجح أن تتحسن بمرور الوقت.ولا يزال التنظيم ظلاً لما كان عليه في السابق، لكن لديه الوقت في صالحه، ولديه سجل حافل بالصبر. ولذلك، يتعين على العالم أن يستيقظ ويتنبه إلى ضرورة الاستثمار بجدية أكبر في جميع جوانب الاستقرار، قبل فوات الأوان.

في مارس (آذار) 2019، قتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي على يد القوات الأميركية الخاصة في أكتوبر (تشرين الأول)، ومؤخراً، قتل خليفته «أبو إبراهيم القرشي» في فبراير (شباط) 2022.

وعلى الرغم من بعض المخاوف السياسية المحلية، لا تزال القوات الأميركية منتشرة في سوريا إلى جانب «قوات سوريا الديمقراطية». وأوضحت الزيارة الأخيرة التي قام بها إلى المنطقة القائد المعين حديثاً للقيادة المركزية الأميركية، الجنرال كوريلا، هذا الالتزام المستمر. لذلك، يبدو على السطح أن الجهد متعدد الجنسيات لهزيمة «داعش» لا يعرف سوى النجاحات التي تحققت في سوريا، وكذلك في العراق، حيث أظهرت قوات الأمن قدرة أعلى بكثير في مواجهة التنظيم مما كانت عليه قبل عام 2014.

ورغم ذلك، فإن الواقع يبدو أكثر تعقيداً ومثيراً للقلق. فقبل ثلاثة أشهر، شنَّ ما لا يقل عن 100 مسلح من «داعش» أكبر هجوم للتنظيم منذ سنوات، على سجن «السينا» في الحسكة. وأدت العملية التي نسقها القيادي البارز في تنظيم «داعش» أبو مقداد العراقي، إلى مقتل ما لا يقل عن 140 من أفراد «قوات سوريا الديمقراطية»، وحررت العشرات، إن لم يكن المئات، من أعضاء التنظيم، بمن فيهم القادة المسجونين منذ فترة طويلة من ذوي الخبرة، مثل أبو دجانة العراقي وأبو حمزة الشرقي.

وأفادت مصادر محلية بأن الفارين من تنظيم «داعش» تم نقلهم جنوباً في عملية إخلاء مخطط لها مسبقاً باتجاه المنطقة الصحراوية شمال الباغوز وشرق البصيرة، على امتداد الحدود العراقية. وقد أصبحت هذه المنطقة، بحكم الواقع، معقلاً لـ«داعش»، على مدى الاثني عشر شهراً الماضية، حيث يفرض التنظيم نظاماً لفرض الضرائب على المدنيين المحليين والشركات الصغيرة، ويستقبل الفارين الذين أعلنوا التوبة و انشقوا عن «قوات سوريا الديمقراطية» المحليين. وعلى نطاق أوسع في جميع أنحاء صحراء البادية المركزية في سوريا، يدير «داعش» شبكة من الملاجئ والمخيمات ومعسكرات التدريب الصحراوية الصغيرة.

ومن خلال هذه المواقع الصغيرة والمتنقلة، شنَّ «داعش» حملة اعتيادية استهدفت «قوات سوريا الديمقراطية» وقوات النظام السوري. وفي الأشهر التي أعقبت الهجوم على سجن «السينا»، أصبحت هجمات «داعش» أكثر جرأة، وفي بعض الحالات أكثر تعقيداً. وقد نجحت سلسلة من الهجمات المنسقة والمتزامنة في ريف حمص وجنوب الرقة في مارس (آذار) في الاستيلاء مؤقتاً على عدد من المواقع العسكرية الموالية للنظام و الأراضي المأهولة بالسكان.

وتشير زيادة المخاطر إلى أنه من المرجح أن يحتفظ «داعش» بموارد أكثر من ذي قبل. وتشير حقيقة أن التنظيم يحتفظ بهذه السيطرة المفتوحة في مناطق شرق الفرات إلى أنه لا يبالي بأي تحدٍ محلي لنفوذه. ويبدو أيضاً أن تنظيم «داعش» يتبرأ عن عمد من مسؤوليته عن غالبية عملياته في سوريا، في استراتيجية لا يمكن إلا أن تهدف إلى غرس شعور زائف بالثقة داخل المجتمع الدولي. وفي الواقع، كان مسلحو «داعش» وراء أكثر من خمسين اعتداء وقع في صحراء البادية منذ منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) 2021، لكنهم لم يعلنوا مسؤوليتهم عن أي منها، ناهيك بأنشطة «داعش» والضعف المستمر لشبكة مراكز الاحتجاز المؤقتة التابعة لـ«قوات سوريا الديمقراطية» التي يُحتجز فيها الآلاف من سجناء «داعش» المتمرسين في القتال.

وينبغي على المجتمع الدولي أيضاً أن يشعر بقلق بالغ إزاء تدهور الوضع في معسكرات مثل «الهول». ولا يزال ما لا يقل عن 60 ألف امرأة وطفل قابعين داخل معسكرات الاعتقال، حيث الظروف المعيشية مروعة، ويستمر انعدام الأمن في الارتفاع. وحتى تكون الحكومات المضيفة على استعداد لإعادتهم إلى أوطانهم، ستظل مخيمات «الهول» بمثابة خزانات تجنيد قيّمة لـ«داعش»، ومنبتاً لأزمات إنسانية تلحق الضرر بالعالم.

وفي ظل استمرار تدهور الاقتصاد وانخفاض قيمة العملة السورية، وبعدما باتت أزمة الغذاء وشيكة، وبما أن جزءاً كبيراً من شمال شرقي سوريا لا يزال متضرراً من الأعمال العدائية مع «داعش»، سيستمر التنظيم في استغلال المعاناة الاقتصادية وحالة اليأس.

وفي نهاية المطاف، يجب على الولايات المتحدة وحلفائها داخل التحالف العالمي الاعتراف بالأهمية الحيوية للأدوات الاستراتيجية غير العسكرية طويلة المدى في الحرب ضد «داعش». ويحتاج التحالف المناهض للتنظيم الإرهابي إلى زيادة المساعدة في تحقيق الاستقرار وإعادة البناء في جميع أنحاء مناطق «داعش» السابقة، والعمل على خلق سلام واعد ومستدام كبديل لحالة الصراع المتجدد وعدم الاستقرار.

لكن، للأسف، لم ينجز سوى القليل جداً من ذلك منذ عام 2019.

ومع كون الحرب في أوكرانيا تستقطب الانتباه الدولي في الوقت الحالي، من المرجح أن يواصل «داعش» استراتيجيته البطيئة والمنهجية للتعافي، مدركاً جيداً أن الظروف التي يمكن أن تغذي هذا التعافي من المرجح أن تتحسن بمرور الوقت.

وختم الكاتب يقول لا يزال التنظيم ظلاً لما كان عليه في السابق، لكن لديه الوقت في صالحه، ولديه سجل حافل بالصبر. ولذلك، يتعين على العالم أن يستيقظ ويتنبه إلى ضرورة الاستثمار بجدية أكبر في جميع جوانب الاستقرار، قبل فوات الأوان.

الدروس التي تعلمها الجيش الروسي في سوريا

18 نيسان/أبريل 2022 understanding war – mason clark

كان انتشار الجيش الروسي في سوريا نموذجي للحرب المستقبلية حيث كانت القوات منتشرة بشكل سريع لدعم حرب مختلطة ,وكانت استراتيجية وزارة الدفاع الروسية لتسلط الضوء على حاجة روسيا لتطوير قدرة عسكرية جديدة من نشر لقوات استكشافية مرنة لتنفيذ إجراءات محدودة في الخارج .

وهنا تطبق القوات الروسية تجربتها في سوريا لتشكيل قوة استكشافية مرنة وفعالة ولذلك يجب على الولايات المتحدة تجنب إسقاط أولويات التحديث الخاصة بها أو أولويات المنافسين مثل الصين وروسيا .

كما أن الجيش الروسي يتخذ خيارات منفصلة للتركيز على فرص تعلم معينة من سوريا ويرفض خيارات أخرى ,حيث انه تم تحسين هذه الخيارات لدعم المفهوم الروسي للعمليات الذي يختلف عن جهود التحديث الروسية قبل سوريا .

يستخدم الجيش الروسي الدروس المستفادة من إدارة تحالف خاص وقوات بالوكالة في سوريا لتوجيه الاستعدادات لتنسيق التحالفات الرسمية في الحروب المستقبلية ويسعى الكرملين إلى وضع شروط لضمان ان العمل المحدود القادم على اساس سوريا يمكن الاستفادة من القوات الغير روسية تشمل استعدادات الكرملين في هذا الشأن ممارسة عمليات التحالف في التدريبات وتوسيع العلاقات العسكرية الدولية لروسيا .وهذا سيؤدي إلى تضخم قدرات الكرملين في استعراض القوة 

الدرس الرئيسي للجيش الروسي من سوريا هو الحاجة إلى كسب تفوق الارادة في النزاعات المستقبلية ويعرف الروس ان تفوق الادارة بانه اتخاذ قرارات افضل بشكل اسرع من الخصم وارغام الخصم على العمل ضمن اطار القرار الروسي ويقول الروس ان الحصول على تفوق الادارة سيكون من خلال التركيز على القادة في النزعات السريعة والمعقدة بشكل متزايد كما ان الجيش الروسي يقدر كفاءة القيادة والسيطرة الحديثة والمستقبلية واستفاد الجيش الروسي كثيرا من الدروس بشكل فعال من التعلم في سوريا لسد الفجوة  في قدرات القيادة والسيطرة مع الجيوش الغربية حيث ان الكرملين عزز انتشاره في سوريا لغرس الخبرة القتالية في جميع انحاء الجيش الروسي للتعلم من اجل مستقبل الحرب وعمليات الانتشار الروسية المحسنة لضمان اكتساب اكبر عدد ممكن من الضباط خبرة للمساهمة في جهود التعلم .

والان يمتلك الكثير من الضباط الروس الكبار الخبرة الكافية للمساهمة في عملية تطور التكيف مع الدروس المستفادة من سوريا .

ادت التدريبات العسكرية الروسية منذ عام 2015 إلى اضفاء الطابع المؤسسي وصقل عمليات التكيف مع الدروس المستفادة من سوريا .

تشكل التعديلات التي اختارها الجيش الروسي لتعلمه من سوريا عدة تحديات  للولايات المتحدة وحلفائها من خلال الجهود  المستمرة في تحديث الجيش الروسي في بناء القيادة والسيطرة والحرب الاستكشافية ,كما ان الجيش الروسي يحتاج إلى استثمارات كبيرة في الوقت والعتاد لتطبيق الدروس المستفادة من سوريا واذا لم تقوم الولايات المتحدة بإجراءات لمواجهة هذا التطور الحاصل فان الدروس المستمدة من سوريا ستغلق العديد من الثغرات في قدرات وتكنولوجيا الجيش الروسي ضد حلف الناتو  وغيرها من دول الغرب .لذلك يجب على الولايات المتحدة الا تقلل من نية الكرملين في اجراء عمليات انتشار سريعة على غرار تدخلها في سوريا ,حيث يعتبر الكرملين ان عمليته في سوريا ناجحة للغاية وقابلة للتكرار وبالفعل يطبق الكرملين دروسه من سوريا في ليبيا وكارباخ وعليه يجب ان تحافظ الولايات المتحدة على قوة عالمية مرنة لمواجهة الجيش الروسي ,لا تحتاج امريكا إلى نشر قوات في كل مكان يقوم الكرملين بعمليات استكشافية لكن في الواقع عليه ايجاد وتطوير قوات حليفة وشريكة لمواجهة التهديد الروسي .

لا يقتصر التهديد الروسي على اوربا وحدها كما انه لا يمكن مواجهته بالانتشار التقليدي وحده وعليه يجب على الولايات المتحدة الطعن في الجهود الروسية لضمان تفوق الادارة ,

قد يحول الكادر الجديد للجيش الروسي من ضباط وذوي  الخبرة القتالية التفكير العسكري الروسي وفعاليته حيث ان كل قائد منطقة عسكرية روسية وكل ضباطه تقريبا فوق مستوى الفوج واللواء يمتلكون الا ان خبرة قتالية وعلمية من سوريا حيث انه كانت وزارة الدفاع الروسية ترسل طاقم روسي كامل إلى سوريا لتماسك الوحدات المتطورة للقوات الروسية اثناء المهام الارشادية ,كما ان قيام الجيش الروسي بإعطاء الاولوية لأنظمة القيادة الشبكية اذا تحقق سيقوض احدى اهم المزايا لتكنولوجيا الولايات المتحدة وستكون هذه مكلفة للغاية من اجل تحديث انظمة القيادة والتحكم لكن بالفعل الجيش الروسي بدا يحرز تقدما سريعا في هذا المجال وجرب نظام عام 2018 ,2020 .والان يدعم الجيش الروسي التحديث التكنولوجي لأنظمة القيادة بجملة الاصلاح ثقافة القيادة الروسية ومن هنا شرعت الاركان الروسية في جهد صعب لإدخال المبادرة والابداع في سلك الضباط الروس ومن المرجح ان نجد في المستقبل ضباط روس مختلفين عن اسلافهم لذلك على الولايات المتحدة الابتعاد عن التقييمات التي عفا عليها الزمن .كما يطور الجيش  الروسي ادوات لدعم قدرات الضربات الدقيقة جدا لكن هذا سيتطلب وقتا وجهدا تكنولوجيا لذلك يجب على الولايات المتحدة الحفاظ على ضغط العقوبات لحرمان الكرملين من المواد اللازمة لتنفيذ برنامجهم ,كما من المحتمل ان يطر الجيش الروسي اسلحة من اجل مواجهة طائرات بدون طيار في مجال متزايد الخطورة وعلينا الاخذ بعين الاعتبار القدرات المتزايدة للطائرات بدون طيار روسية الصنع .

وختم الكاتب يقول يجب على الولايات المتحدة وحلفائها الاستعداد لمواجهة مع الجيش الروسي متزايد الفعالية ومصمم على زيادة وتطوير القدرات الاستكشافية واستخدامها في بيئات التحالفات كما ان روسيا لاتزال منخرطة في روسيا ومازالت تتعلم .

التحالف الاستراتيجي الأمريكي السعودي

28 نيسان/أبريل 2022 geopoliticalfutures – hilal khashan

تدهورت العلاقات السعودية الامريكية منذ عام 2014 بعدما اعلنت ادارة أوباما التوصل إلى اتفاق مع إيران بشأن برنامجها النووي ,حيث تعود العلاقات الامريكية السعودية إلى عام 1945 عندما التقى روزفلت الرئيس الأمريكي آنذاك بالملك السعودي ابن سعود على متن الحاملة البحرية في قناة السويس وكان التحالف الأمريكي السعودي معاملة تجارية خالصة بحيث توفر السعودية النفط مقابل حمايتها من التدخلات الخارجية ومنذ عام 2014 اختارت الولايات المتحدة عدم التدخل نيابة عن السعودية رغم مناشدة مسؤولي المملكة لهم بالتدخل العسكري ومن غير المرجح ان يؤدي توتر العلاقات إلى إنهاء التعاون الاقتصادي والعسكري ولكن في الواقع انتهاء التحالف الاستراتيجي مجرد علاقة تجارية بين دولتين بعيدتين .

بداية العلاقات الأمريكية السعودية:

بدأت العلاقة  بالتعاون في مجال الطاقة من  خلال منح شركة company of standard oil))مقرها كاليفورنيا وقعت اتفاقية مع الامراء في السعودية سنة 1933 ولم يثق السعوديين بالبريطانيين آنذاك بسبب علاقتهم الوثيقة مع الهاشميين في العراق والاردن كما أنشأت الولايات المتحدة مفوضية في جدة عام 1942 ورفعها إلى مستوى سفارة عام 1949 كما تم افتتاح قنصلية عام 1944 لخدمة الأمريكيين العاملين في شركة الزيت العربية الامريكية المعروفة الان بشركة ارامكو في الظهران وتم افتتاح قاعدة جوية أمريكية في الظهران سنة 1962 وبعد الاطلاع على موقف الملك من اقامة دولة يهودية في فلسطين في مؤتمر يالطا الذي عارضه الملك بشدة تم التوصل بين الامريكيين والسعوديين إلى اتفاق النفط مقابل الحماية اثناء حقبة روزفلت سنة 1949 وبعدها رفض ترومان التوقيع على اتفاقية الدفاع المشترك ولكن تم التوقيع على هذه الاتفاقية عام 1951 وهذه الاتفاقية سمحت للأمريكيين بإنشاء مراكز تدريب في السعودية .

شركاء وليسوا حلفاء:

على الرغم من التعاون مع واشنطن في عدة مجالات من تريب عسكري وتجاري وامني والنفط الا ان المملكة حافظت على استقلال سياستها الخارجية على مجلس التعاون الخليجي لأنه لدى المملكة تحفظات على تواجد القوات الامريكية وعندما احتاجتهم جعلت من وجودهم اقصر وقت ممكن عكس الدول الخليجية الاخرى مثل قطر التي قال عنها بايدن انها حليف رئيسي خارج الناتو والتي لديها العديد من القواعد الجوية ,كما تستضيف البحرين الاسطول الخامس بشكل دائم والكويت موجود على اراضيها 8000 عسكري امريكي في ثماني قواعد .

الوجود العسكري في المملكة السعودية:

منذ عقود طويلة كانت لدى العائلة الحاكمة حساسية تجاه التواجد الامريكي على الاراضي السعودية كما ان العائلة الحاكمة انقسمت على السماح لدخول القوات الامريكية اثناء الغزو العراقي للكويت وبعدها قاد السفير الامريكي   في واشنطن  بندر بن سلطان عملية ترتيب دخول الامريكيين للسعودية الذي كان عددهم حوالي نصف مليون جندي وبعد انتهاء العملية في الكويت غادر كل الجنود الامريكيين من السعودية ,وعندما قررت الولايات المتحدة غزو افغانستان لم يسمحوا لهم باستخدام اراضيهم واثناء غزو العراق عام 2003 طالبت السعودية الولايات المتحدة بسحب قواتها على الفور ,واثناء الازمة اليمنية بعد الانقلاب الذي حصل عام 1966 ناشد السعوديين الدعم العسكري من الامريكيين لكن ادارة جون كندي اعترفت بالانقلاب على الملكيين وفي نفس الوقت ارسل كنيدي 8 طائرات إلى جدة لتهدئة المخاوف السعودية .

سلاح النفط السعودي فرضت السعودية الحظر النفطي مرتان عام 1967 بعد حرب الايام الستة وحرب 1973 وكان له اثر بالغ الاهمية على الغرب وادى إلى اعادة واشنطن صياغة سياستها في الشرق الاوسط .

كيف ينظر السعوديين إلى الادارة الحالية ؟تعتبر السعودية ادارة بايدن امتداد إلى سياسات ادارة اوباما التي دعمت واثارت الربيع العربي كما ان انسحاب الامريكيين من افغانستان يثير حفيظة القيادة السعودية وموقفها من برنامج ايران النووي وهذا اكبر مخاوف للعائلة الحاكمة في السعودية حول استعداد ادارة بايدن بالدفاع عن السعودية ضد أي تهديد جدي ضد المملكة السعودية .

النقاط المهمة للعلاقة السعودية الامريكية:

من المرجح ان السعوديين فهموا التزام واشنطن بالدفاع عنهم ضد التهديدات الخارجية مثل الدعم العسكري لكن لم يفهموا المحدودات المعقدة الضرورية لسياسات الدول العظمة ,اوباما زار السعودية لتخفيف المخاوف السعودية بشان ايران لكنه لم يستطع تخفيف القلق ,في الواقع الموقف الامريكي نابع من عدم تدخلها في شؤون المنطقة وتريد ان تدير الدول شؤنها الخاصة بنفسها دون تدخل خارجي ,كما وصلت العلاقة الامريكي والسعودية لنقطة متدنية بعد مقتل الصحفي جمال خاشقجي وينظر بايدن للسعودية على انها دولة منبوذة ,بعد ايمانه ان الامير محمد بن سلمان هو الذي امر رجاله باغتيال الصحفي جمال خاشقجي ومحمد بن سلمان كان يخشى من بايدن ومنعه من الوصول لعرش المملكة ,بايدن يندد بسلوك الامير بن سلمان المتهور واشكالية التعاون معه لان محمد بن سلمان دمر ميزان القوة في العائلة الحاكمة الذي استمر من عام 1932في تأسيسها ولأنه خلق نظام يشبه نظام بشار الاسد تماما وتورط بالحرب في اليمن على الرغم من تحذيرات مصرية باكستانية من القيام بذلك ,كما ان سكوت الامير محمد على الانقلاب الصامت الذي اطاح بولي العهد الامير محمد بن نايف ,كما انه زاد من غضب واشنطن بعد موقف السعودية من الحرب الاوكرانية ورفض ادانة موسكو كما ان السعودية رفضت زيادة انتاج النفط والان ينظر الامير محمد عودة ترامب المحتملة للسلطة في واشنطن ومع ذلك كله فان الخلاف حول السياسات الامريكية قاد السعودية إلى اعادة تقييم سياستهم الخارجية والان تتمثل استراتيجية الامير محمد بن سلمان بعلاقة ودية مع واشنطن والاعتراف به ولي للعهد .

لدى السعودية استثمارات في الولايات المتحدة تقدر بحوالي 800مليار دولار واقل من 100مليار دولار في الصين كما تعتمد السعودية على السلاح الامريكي بشكل كبير يقدر بحوالي 73%وانفق السعوديين على السلاح القدم من امريكا بين عامي 2008,2020 حوالي 147مليار دولار وهذا مؤشر قوي على ان الجيش السعودي لن يقبل الاعتماد على السلاح الصيني او الروسي بدلا من الامريكي .

ختم الكاتب يقول انه لاتزال الولايات المتحدة بحاجة للسعودية بعد ان اظهرت الحرب الاوكرانية الدور الحيوي الهيدروكربونات في السياسة العالمية والمنافسة على السلطة واضاف ان العلاقة الامريكية ستستمر مع السعودية

تركيا وروسيا مستعدون للمواجهة

27 نيسان/أبريل 2022- globalresearch – steven sahioune

بعد أن حظرت تركيا الاجواء امام الطائرات العسكرية والمدنية الروسية باتجاه سوريا ,وسيستمر هذا الحظر لمدة ثلاثة اشهر حيث ان هذه الخطوة كانت مفاجئة ومحاولة لزيادة الضغط على بوتين وتوترت العلاقات التركية الروسية على الرغم من المصالح المشتركة بين البلدين اقتصاديا وفي مجال الطاقة وحذر خبراء ان هذه الخطوة ربما تنتهي بتصعيد بين القوات الروسية والتركية في سوريا .

ومع دخول الحرب في اوكرانيا شهرها الثالث يبدو ان تركيا تغير موقفها مرة اخرى حيث ان تركيا تشترك في مصالح مع روسيا واوكرانيا على حد سواء وهي ايضا قوة في الناتو وحليف تاريخي لولايات المتحدة باستثناء ان تركيا اثارت غضب واشنطن عدة مرات في الاعوام السابقة لكن في الواقع لدى ادارة بايدن خلافات عميقة مع انقرة لكن السياسة التركية حاولت مرارا ان تحافظ على التوازن بين الشرق والغرب وهذه الاستراتيجية جعلت من اردوغان يبدو مترددا في الكثير من القضايا والان تحاول تركيا التوسط لإنهاء الحرب في اوكرانيا كما انها استضافت اجتماعات بين اطراف النزاع في اسطنبول وانطاليا وحرص اردوغان  على عقد قمة بين بوتين وزي لنسكي لكن هذا لن يحصل في القريب ,وهناك زيارة لغوريتش من اجل التوسط لإنهاء الصراع القادم بين روسيا واوكرانيا مساعي الامين العام للأمم المتحدة من انقرة إلى موسكو ثم كييف لكن السيد غويرتش لم يزور اردوغان من اجل انهاء احتلال انقرة لشمال سوريا ولإنهاء رعاية انقرة لهيئة تحرير الشام فرع القاعدة في سوريا ولم يساله الصحفيين عن الاف السجناء من زملائهم الذين امر اردوغان بحبسهم بدون اتهامات او شرعية ,ويضيف الكاتب ان اردوغان شدد من قبضته على السلطة كدكتاتور في بلد ديموقراطي ويقول الكاتب ايضا ان اردوغان وحزبه الحاكم من اتباع جماعة الاخوان المسلمين الارهابي  العالمي المحظور في مصر والامارات والسعودية وسوريا ,حيث ينفذ أجندة الولايات المتحدة الامريكية في سوريا منذ عام 2011م وزودوا المجموعات الارهابية بالأسلحة والاموال لكن التدخل الروسي في عام 2015 منع الارهابيين من كسب مزيد من الاراضي ومنذ ذلك الحين كانت روسيا وتركيا على طرفي نقيض في سوريا وفي عام 2019 وقعوا اتفاقية سوتشي وبموجب تلك الاتفاقية يجب على تركيا سحب ارهابيها من طريق m4الذي يربط حلب باللاذقية ,كما وافق الجانب الروسي على الوثيقة من اجل وقف اطلاق نار لكن يبقى داعش والنصرة اهداف مشروعة وإلى الان لم تلتزم تركيا بالوثيقة وبقي الطريق مغلق .

والان منذ مطلع شهر رمضان تستمر القوات التركية بقصف ريف عين عيسى الشمالي الشرقي وطريق m4وهذا يعكس محاولة تركيا لإشاعة حالة من الخوف بين الاهالي وبعدها تم اغلاق الطريق بشكل نهائي ,في ايار 2020 حاولت روسيا اقناع الاتراك فتح الطريق للمدنيين لكن الاتراك رفضوا ذلك .

ختم الكاتب يقول انه بعد حادثة 2015 م والذي تم فيها إسقاط  طائرة روسية في الأجواء السورية على يد الأتراك استقبل أردوغان الخبر بالفرح والسرور ولاحقا قلل من اندفاعه وحماسه بعد ان ثبت انها جريمة بحق روسيا منذ ذلك الحين حاول اردوغان إصلاح علاقته مع بوتين و بدا اتفاق سوتشي واعداً والان ومن جديد أثبت اردوغان انه غير منتظم ولا يمكن الاعتماد عليه بالنسبة لروسيا .معهد

تاريخ طويل من التدخل الأمريكي في سوريا يعود إلى حقبة الأربعينيات

28 نيسان/أبريل 2022 – globalresearch – shane Quinn

تتدخل الولايات المتحدة منذ 70 سنة في الدولة المهمة في الشرق الاوسط سوريا ولا يزال هناك آلاف الجنود في سوريا إلى يومنا هذا وهذه الحقائق ليست معرفة بشكل جيد للجميع ويمكن إرجاع التدخل الأمريكي في سوريا إلى أواخر الأربعينات حيث بدأت المخابرات الامريكية في زعزعة استقرار سوريا في فترة وجيزة من استقلال البلاد في نيسان عام 1946م بعد طلب حكومة هاري ترومان آنذاك كما يقول الكاتب الأمريكي كيندي ان المخابرات الامريكية بدأت تدخلها فعليا في سوريا سنة 1949م بعد استقلال البلاد بعامين بعد طرد الاحتلال الفرنسي على يد القوميين السوريين وصنعوا ديمقراطية علمانية هشة على أساس النموذج الأمريكي في الحكم حيث كان يحكم سوريا في تلك الفترة شكري القوتلي وهو الأب المؤسس للدولة السورية الحديثة لأن القوتلي كان يضع مصالح سوريا اولا فوق كل اعتبار ولأنه كان على دراية جيدة بأساليب القوى العظمى والامبريالية وكان يضغط من أجل استقلال البلاد عن الاحتلال الفرنسي وكان يثير غضب السياسيين الفرنسيين  واعتبروه عنيد وله نوايا العصيان ضد القوات الفرنسية ولم يكن القوتلي يزعج الفرنسيين وحدهم بل كان يزعج قوى اخرى امبريالية وكان يقف في تصاميم الجيوسياسية لأقوى دولة في العالم وهي أمريكا في فترة بين عام 1930و1940من القرن الماضي كان الشرق الأوسط أغنى منطقة على وجه الارض واكثره اهمية من الناحية الاستراتيجية ويعود ذلك لاحتوائه على كميات هائلة من النفط والغاز وتشير التقديرات إلى احتواء المياه الاقليمية  السورية على 122 ترليون قدم مكعب من الغاز وحوالي 107 مليار برميل من النفط وعليه ارادت ادارة ترومان انشاء بنية تحتية نفطية في سوريا تسمى خط الانابيب العربي وكانت السعودية ضمن الخطة كما كتب المؤلف البريطاني جيمس بار محلل شؤون الشرق الاوسط ان سوريا اصبحت مهمة للولايات المتحدة كما كانت للصليبيين قبل ثماني قرون وقال هذا الكلام في خريف 1947 حيث ان الخطة الامريكية كانت على اساس خط انابيب تديره شركات امريكيا مثل نيو جيرسي حاليا هي اكس موبايل وستاندرد اويل هي حاليا شيفرون .

بدا نشاط المخابرات الامريكية في سوريا سنة 1947 بعد شهرين من تأسيسها وصل العميل الامريكي ويدعى ما يلز كوبلا ند إلى دمشق وجمع معلومات تفصيلية عن البلاد والدولة وبعدها انضم عميل اخر يدعى ستيفن ميد وكان موقف الرئيس القوتلي حازما اتجاه الخط الذي بداته الولايات المتحدة عبر الاراضي السورية مما اثار استهجان الامريكيين كثيرا وبعدها قررت الولايات المتحدة الاطاحة بالقوتلي عبر وكلائها كوبلاند وميد وبعدها اعطت الولايات المتحدة موافقتها على تنصيب دكتاتورية عسكرية في دمشق بقيادة العميد حسني الزعيم وبالفعل وصل إلى السلطة في 30 مارس 1949 بعد اعطائه المال والنصيحة من قبل ميد واثناء احد الاجتماعات ابلغ حسني الزعيم ميد ان سوريا لن تتقدم نحو الديمقراطية الا بالعصا .

وقال المؤرخ البرازيلي بانديرا أن السبب وراء خلع القوتلي هو موقفه من خط أنابيب النفط الذي كان مقرر ان يربط الجزيرة العربية بلبنان عبر الأراضي السورية التي أرادت الولايات المتحدة بنائه، وأضاف لقد تم تحطيم الديمقراطية مبكرا على يد الأمريكيين وكانت عملية الإطاحة بالقوتلي من أولى العمليات السرية التي نفذتها المخابرات الامريكية لكن حكم الزعيم لم يستمر طويلا بعد ان دبرت الوكالة عملية اغتياله على يد مساعدين عسكريين له وسادت تلك الفترة عمليات انقلاب متتالية حتى وصل إلى السلطة مجددا القوتلي في عام 1955 وكانت استراتيجية القوتلي هي عدم الانحياز أو الحياد أثناء الحرب الباردة بين الغرب والاتحاد السوفيتي وهذه الاستراتيجية أزعجت إدارة أيزنهاور جدا الذي كان يعتبر الشرق الأوسط قطعة ثمينة جدا وبعدها بدا مدير المخابرات الامريكية بشن حملة شعواء ضد القومية العربية وربطها بالشيوعية لأنها كانت تهدد الهيمنة الامريكية على مصادر الطاقة في الشرق الاوسط وكان لايزنهاور دور في الاطاحة بالحكومة الديمقراطية في ايران التي لا تبعد كثيرا عن سوريا وكانت سوريا في  اثناء ذلك بقلب الحدث عند ادارة ايزنهاور واعطى توجيهات من اجل الاطاحة بالقوتلي .عملت المخابرات الأمريكية مع المخابرات البريطانية والتركية من اجل الاطاحة بالقوتلي واطلقوا على عملية إسقاطه (straggle) وهي الخطة من اجل القضاء عليه بالتعاون مع الحزب القومي السوري الاجتماعي وكانت الخطة معتمدة على اضطرابات على طول الحدود التركية السورية بعد ها يقوم المناهضين بالاستيلاء على السلطة من خلال انقلاب عسكري في دمشق وتم كشف المؤامرة على يد العقيد عبدالله السراج وتم اعتقال المتآمرين السوريين وتم إنهاء خطة struggle بشكل تام وغادر معظم من خطط لها من الأجانب على عجل .لم تيأس المخابرات الامريكية من محاولات زعزعة استقرار سوريا حيث استأنفت أنشطتها التخريبية في عام 1957 التي أرسلت اثنين من عملائها السريين وهم روكي و جونيور الذي ساعد في الانقلاب في إيران ويقول كنيري إن جونيور وصل إلى دمشق ويحمل معه ثلاثة ملايين من الدولارات في حقيبة من اجل تسليح وتحريض المسلحين الإسلاميين ولرشوة الضباط من اجل الاطاحة بالقوتلي الرئيس المنتخب ديمقراطيا حيث أعاد الأمريكيون تشكيل خطة struggle تحت اسم جديد وهي swapper وكان هدف المخابرات الامريكية هي جمع العناصر اليمينية في سلك الضباط السوريين من خلال رشوتهم بملاين الدولارات إلى جانب السياسيين السوريين المنفيين في لبنان ,وفي تلك الفترة كانت السفارة الأمريكية تحت أعين المخابرات السورية مثل السراج الذي كان مناهضاً للإمبريالية الغربية وكان السراج على علم بجميع تفاصيل الخطة الجديدة واعتقلت المخابرات السورية جميع الاعضاء المتآمرين من السوريين والضابط الأمريكي ستون وتم طرد السفير الأمريكي في دمشق .

انزعج ايزنهاور من تلك الاخفاقات واتخذ قرار شن عمل عسكري ضد دمشق لكن خوف إدارة أيزنهاور من السوفييت حالت دون قيامهم بذلك وبقي القوتلي حتى قيام الوحدة بين سوريا ومصر مع انتهاء فكرة حكمه وبعد ان استمرت الوحدة عدة سنوات تم الانفصال عن القاهرة سنة 1961 ويعود ذلك لوجود تيار داخل الجيش السوري مناهضين للناصريين ,وبعد المزيد من عدم الاستقرار في سوريا تولى حافظ الأسد  سدة السلطة في سوريا في آذار 1971 وكان والد الرئيس الحالي بشار الأسد ,كان الأسد الأب على علاقة سيئة مع الولايات المتحدة ويعود سبب ذلك بسبب مواقفه المتصلبة ضد اسرائيل وفي بداية حكمه وافق الأسد على انشاء قاعدة للاتحاد السوفيتي في طرطوس وبقيت هذه القاعدة تعمل إلى يومنا هذا ,ومنذ عام 1971 سعت المخابرات الامريكية للإطاحة بالأسد وخاصة سنة 1982 من خلال حزب الاخوان المسلمين الذين سحقهم في حماة المدينة السورية وكان لتركيا دور في محاولة الاطاحة بالأسد من خلال ارسال السلاح لجماعة الإخوان وكان عداء أمريكا لسوريا والأسد مستفحل جدا الامر الذي دفع الاسد للتقرب من الاتحاد السوفيتي 

ختم الكاتب يقول ان سوريا كانت في نظر الأمريكيين على أنها العدو العنيد في معظم الفترة بعد الحرب العالمية الثانية ويعود ذلك بسبب موقفها من إسرائيل، كان لسوريا موقف من التدخل الأمريكي في لبنان وساعدت المقاومة اللبنانية وتمت هزيمة قوات المارينز في بيروت وايضا طرد القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان.

ضع تعليقاَ