أبريل 29, 2024

تجارة المعدات الطبية في الشرق الأوسط

واقع ومستقبل هذه التجارة أثناء وبعد جائحة كورونا( كوفيد 19)

تحميل بهيئة ملف PDF

خالد تركاوي

يعتبر القطاع الصحي أحد أهم القطاعات التي تضعها الدول في أولوياتها، ويتنافس القادة السياسيين على تأمين برامج فعالة تضمن رعاية صحية مناسبة خصوصاً في وقت الأزمات، وأمام جائحة كورونا بدا أن معظم الدول -بما فيها تلك التي تتمتع بنظام صحي عالي التصنيف- غير قادرة على مواجهة الأزمة بسهولة، مما دفع بالعديد من البلدان لاتخاذ تدابير استثنائية وغير مألوفة.

فالولايات المتحدة الأميركية التي تستورد 21% من إجمالي مستوردات العالم الطبية اضطر ليعلن أنه يعاني من عجز في المستلزمات الطبية، وإيطاليا التي تصدر ما قيمته  حوالي 40 مليار دولار من المعدات الطبية في العام الواحد، تشكو مما يمكن اعتباره انهياراً في القطاع الصحي وعجز عن تلبية احتياجات المرضى فيما اعتبر كارثة إنسانية ربما تشكل فارقة في تاريخ البلاد.

هذه الأزمة التي طالت مختلف دول العالم ضربت منطقة الشرق الأوسط أيضاً وبقوة، فإيران كانت وما زالت أكبر مركز انتشار للفيروس في المنطقة ومتهمة بأنها تسببت-عن عمد أو غير عمد- في نقل الوباء إلى معظم دول الشرق الأوسط، كذلك مصر تصنف اليوم كمركز رئيسي لانتشار الفيروس رغم تأخرها في الاعتراف بوجود إصابات، وتركيا ذات الكثافة السكانية العالية التي سرعان ما ارتفعت فيها أرقام الإصابات لتصل إلى أكثر من مئة وعشرين ألف إصابة، كما انتشر الفيروس في كل من دول الخليج وإسرائيل، إضافة للبنان والعراق والأردن وسورية ليعم الوباء المنطقة.

وقد اختلفت إمكانات دول المنطقة في مواجهة الفيروس بحسب قوتها الاقتصادية وبحسب نظامها الصحي وأسلوب الحوكمة المتبع لديها، ففي حالة دولة كلبنان -الذي يشكو من أزمة اقتصادية كبيرة- وجدنا أن الأثار ساءت للغاية مما ضاعف من تبعات الوضع الاقتصادي المتدهور في البلاد، بينما رصدت دول الخليج حزمات تحفيز ضخمة نسبياً لمجابهة الوباء ودعم قطاعها الصحي، أما تركيا فقد ارتكزت على نظام صحي قوي ولديه تجارب مع الأزمات وحاولت الاستفادة من مركزها التجاري في تصدير معدات طبية مصنعة محلياً، وفي مصر وجد الجيش المصري في حجم الطلب الكبير على المعدات الطبية فرصة للاستثمار فانتقل إلى صناعة المطهرات و المعدات الطبية، واستخدمت إسرائيل كل وسيلة ممكنة بما فيها الطرق المحرمة لتحصيل معدات طبية، ووجدت بعض الأنظمة القمعية الفرصة سانحة لإحكام قبضتها الأمنية عن طريق اتباع نهج معين في تطبيق أساليب الوقاية والعلاج.

تحاول هذه الورقة أن تبحث في تجارة المعدات الطبية في منطقة الشرق الأوسط وخاصة تلك التي نشأت في ظل انتشار وباء فيروس كورونا ( كوفيد 19) وإلى أي حد تُستثمر هذه الأزمة وهذه الصفقات لخدمة توجهات الدولة أو المنظومة الحاكمة، وماهي الأدوات والوسائل التي اتبعت في هذا الجانب.

تحميل بهيئة ملف PDF

ضع تعليقاَ