مايو 1, 2024

التطور التاريخي لروسيا.. ماضيها وحاضرها

قراءة لملامح تشكّل المجال الجيوسياسي والاجتماعي الروسي، ثم المملكة الروسية القديمة “إمارة روس كييف”، ثم مرحلة التحول من المملكة إلى الإمبراطورية القيصرية، ثم مرحلة تشكل روسيا واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وصولاً إلى مرحلة الاتحاد الروسي.

طالب الدغيم

طالب الدغيم- باحث في التاريخ المعاصر

تعتبر روسيا بلداً أسيوياً أوروبياً واسعاً، إذ تمتد على مساحات شاسعة في أوروبا الشرقية وشمال وشرق آسيا، وتضم عناصر بشرية عرقية ودينية متنوعة، وحققت الدول المتعاقبة فيها توسعاً إمبراطورياً خلال فترات تاريخها القديمة والحديثة.

وقد أفرزت التطورات التاريخية، والتنقلات والصراعات البشرية في تلك البلاد، تشكل الاتحاد الروسي في شكله الراهن، وهو خلفٌ تاريخي للأشكال السابقة للدولة الإمبراطورية المستمرة منذ عام 862م، بدءاً بالدولة الروسية القديمة “روس كييف” (862-1240)، ومن ثم دوقية فلاديمير الكبرى (1157-1389)، مروراً بإمارة موسكو (1263-1547)، والتي تحولت للإمبراطورية القيصرية الروسية (1547 -1917م)، ومن ثم، اندلعت الثورة البلشفية وتشكلت الجمهورية الروسية عام 1917، وانضمت روسيا للاشتراكية ولتصبح جزءاً رئيسياً في الاتحاد السوفييتي عام 1922 وحتى عام 1991م.

وبعد تفكك الاتحاد السوفييتي كان ميلاد الاتحاد الروسي، والذي بلغ ذروة استقراره وعظمته ومكانته في عهد رئيسه الحالي فلاديمير بوتين (2000 – 2022م).

تخوض روسيا اليوم صراعاً متعدد الأبعاد في مناطق مختلفة من العالم، والشرق الأوسط واحدٌ من تلك المناطق التي مارست فيها روسيا حضوراً لا يستهان به خصوصاً في الحرب التي خاضتها إلى جانب النظام في سوريا.

الدور الذي تلعبه روسيا اليوم في مختلف بقاع العالم وفي مقدمتها الشرق الأوسط وارتباط هذا الدور وفاعليته بالتاريخ الروسي، يفرض علينا البحث في تاريخ تشكل هذه الدولة والمحطات الأساسية في ماضيها التي ألقت بظلالها لاحقاً على سلوكها ونظرتها للدور الذي تريد أن تلعبه في حاضرها ومستقبلها،

يحاول هذا التقرير تسليط الضوء على تاريخ روسيا عبر تقديم قراءة لملامح تشكّل المجال الجيوسياسي والاجتماعي الروسي، ثم مرحلة المملكة الروسية القديمة “إمارة روس كييف”، ثم مرحلة التحول من المملكة إلى الإمبراطورية القيصرية، ثم مرحلة تشكل روسيا واتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية، وصولاً إلى مرحلة الاتحاد الروسي.

ضع تعليقاَ

2 comments