أبريل 29, 2024

تصريحات تركيا حول مصالحة المعارضة مع النظام وردود الأفعال

حول تصريحات وزير الخارجية التركي وما تبعها من ردود فعل في الشمال السوري وفي تركيا

لتحميل التقرير بصيغة ملف PDF

سنان بيانوني

في آب/أغسطس 2022 نشرت وكالة الأناضول التركية تصريحات لوزير الخارجية التركي مولود “مولود تشاووش أوغلو” قال فيها أنه يجب مصالحة النظام والمعارضة بطريقة ما، كما أشار لوجود اتصالات مع النظام وهو ما فُهم من قبل جمهور عريض من السوريين على أنه بداية اتفاق جديد مع النظام على حساب الثورة السورية، ما أدى إلى موجة انتقاد واسعة بدأت في وسائل التواصل الاجتماعي ثم ما لبثت أن انتقلت إلى الميدان بسرعة حيث خرج عدد كبير من المتظاهرين في مناطق الشمال السوري مطالبين تركيا بالعدول عن أي مصالحة من أي نوع من النظام و منتقدين التوجه التركي للانفتاح على النظام.

بلغت هذه المظاهرات أوجها في يوم الجمعة – 12 آب/أغسطس 2022- حيث عمت المظاهرات معظم المناطق المحررة في الشمال السوري وشهدت مشاركة واسعة.

رافق هذه المظاهرات قيام البعض بحرق العلم التركي وإهانة الرموز التركية، ورغم محدودية هذه الأفعال إلا أنها لاقت صدى واسعاً في الشارع التركي الذي تداول صور ومقاطع إحراق العلم التركي، ورفع حالة الاحتقان في أوساط الأتراك اتجاه السوريين.

مع تصاعد الانتقادات من السوريين لتصريحات وزير الخارجية قامت وكالة الأناضول بتعديل التصريحات التي أدلى بها أوغلو، وأصدرت الخارجية التركية بياناً عبرت فيه عن عدم تخلي تركيا عن السوريين، كما صرح العديد من المسؤولين الأتراك وفي مقدمتهم وزير الداخلية التركي باستمرار تركيا بموقفها الداعم للسوريين ونوه إلى الدور الذي تلعبه منظمات إرهابية في بث تصريحات كاذبة لتأجيج الأوضاع.

ولعل أكثر ما يسترعي الانتباه في المظاهرات الواسعة التي عمت الشمال السوري، أنها حرصت على تسليط الضوء على طريقة الإدارة التركية في الشمال السوري ووجود فساد وتجاوزات كثيرة لم يعد من المقبول السكوت عليها -بحسب ما ورد على لسان المتظاهرين-،

ويعد الدور التركي في الشمال السوري أحد أكثر الأمور التي تثير الجدل بشكل مستمر، حيث يشكو السوريون في الشمال المحرر من العديد من الإشكاليات المتعلقة بالحوكمة وضبط الأمن والوضع الاقتصادي وغيرها من الملفات، ويلقون بالمسؤولية عنها على الجانب التركي، بينما ينفي الجانب التركي مسؤوليته عنها ويلقي باللائمة على أسباب خارجة عن الإرادة أو على السوريين أنفسهم.

ضع تعليقاَ